قصتي
كانت مها الفتاه الوحيدة لام وأب فقدتهما عندما بلغت الخامسة من العمر وقامت جدتها على رعايتها والاهتمام
بها وتعليمها.
قامت جدتي برعايتي والاهتمام بي وتعليمي كل إلي أبغاة واحتاج إلية من أمور تنفعني في الحياة وبما أننا كنا
نعيش في قرية فاهم شي تعلمته هو الاهتمام بالمزرعة و الأبقار والأغنام ....
وصرت أجيد الاهتمام بها بعناية وخبرة كبيرة...
وصلت لسن العاشرة من العمر كانت جدتي تخليني اخذ الأغنام لرعي
وبما أن قريتنا تدهورت مزروعاتها بسبب الجفاف وقلة المياه إلى ما تكفي إلا لناس...
كنت أروح مناطق أخرى مجاوره تدلني جدتي عليها اخذ الأغنام لرعي بها
فاستيقظ كل صباح واذهب بالأغنام في مناطق متفرقة لرعي ثم أعود عند الظهر والقي جدتي قد جهزت الغداء
وتنتظرني لأكل معها
وفي يوم وإحنا على الغداء طق الباب .....
يا الله ذاك الباب باب قديم من الخشب فيه شقوق كثيرة وهو لبيت عبارة عن احجار غير مستوية وبأشكال وأحجام
مختلفة متراصة فوق بعضها بطريقة جميله متماسكة
قمت بسرعة وفتحت الباب كنا في ذاك الوقت نحس بالأمان نعرف جميع من في القرية ونعرف انه ما يطق الباب
إلا واحد نعرفه لذا ما كان علينا استجواب من يطق الباب قبل فتحة ...
كان عند الباب رجال غريب ما هو من القرية وحامل بيده طفل رضيع
قال لي:
ألسلام عليكم .....وين الخالة غالية
مين أنت
أنا عبدالله بن احمد
ركضت لجدتي :جدة في واحد بالباب يبيك
مين هو يا بنتي
يقول عبدالله بن احمد
قامت جدتي بسرعة ورحت لباب
مين
أنا عبدالله يا خالة
هلا ولدي ايش فيه
صمت لفترة بعدين قال
ولدك سعيد عطاك عمرة هو وزوجته .
حطت جدتي يدينها على رأسها وهي تصيح
يا ويلي على وليدي ..
يا ويلي على وليدي ...
ليت ربي أخذني قبل ما اسمع بهذا الخبر
وبكت ..وصاحت ..وتمنت الموت ...والرجل الغريب يهدي فيها وهو حامل الطفل بيده
يا خالة هذا قضاء الله ..والموت علينا حق ...اذكري الله ..اذكري الله..
وبعد وقت قصير هديت ولكن الدموع باقي في عيونها
وكان جدتي تذكرت أن الرجال واقف على الباب قالت وهي تمسح دموعها إلي سال غيرها على خدها
سامحني يا ولدي تفضل ادخل
دخل جلسنا بعد شوي قام ومد يده بالطفل إلي بيده لجدتي و قال :
يا خالة هذا حمد ولد سعيد
أخذته جدتي وضمته لصدرها وهي تقبل رأسه وخده وتبكي
وقف الرجال واستأذن وخرج
أنا ما فهمت السالفة مين هذا ولية جدتي ماسكة فيه كذا وليه الرجال خلاه وراح
بعدين عرفت السالفة من جدتي هذا ولد عمي ..
مات عمي وزوجته بسبب مرض أصابهم ..
وبما أن جدتي لم تنجب سوى أبي وعمي فقد كان عليها أن تهتم به .
قامت جدتي بالاهتمام بحمد يا الله كم هو ولد كثير البكاء في الشهور الأولى لوصوله
بعد فترة وكأنه تعود على الوضع وصار ينادي جدتي
أما (ماما)
تعودت على سماع صوته وضحكته وعلى رويته يستقبلني أول الطريق وأنا رجعة من الرعي يركض ناحيتي
فاحمله واقبل رأسه ثم نعود للبيت لتستقبلنا جدتي بالغداء
مرت الأيام بسرعة حمد صار في الثامنة...
يروح لرعي بالأغنام بما انه لا توجد مدرسة في القرية وأنا اجلس بالبيت لمساعدة جدتي بما أنني كبرت و ما
يصير أروح لرعى مع الأولاد
كنت انتظر حمد في أول الطريق إلى أن يأتي لأني أخاف علية من الضياع لأنه باقي صغير
بس جدتي كانت تقول:
مها خلي الولد يعتمد على نفسه ويحمل مساوليتنا من الحين حتى نعتمد عليه إذا كبر
راح القلق عني لما طلع لحسن حظي
سالم صديق طفولتي في الرعي
إلي كل أهل القرية تعتمد علية في أعمالها والاهتمام برعيها كان يأتي كل صباح ويأخذ حمد معاه لرعي
ويرجعه الظهر
تعودت على هذا الحال كل يوم صباح أقوم بتجهيز حمد وأحط الطعام له ولسالم ليصبراهم لين وقت الغداء
وأول ما يأتي سالم لأخذ حمد أوصيه:
انتبه لحمد لا يغيب عن عينك
ابشري راح أحطة في عيوني
أراقبهم ألين يختفون عن عيني أروح اجلس افطر أنا وجدتي
بعدين أقوم بالكنس والتنظيف والترتيب وجلب الحطب لطبخ الغداء وجلب الماء للغسيل واستمر في العمل إلى أن
يأتي وقت الظهر وقت رجوع حمد
كنت أحب انتظر وصولهم على أول الطريق وأول ما يوصلون
اردد نفس الكلام بسرعة :
يعطيك العافية
يعافيك
كيف الرعي اليوم
الخير كثير
حمد الله على كل حال
ثم بعد ما يروح سالم اخذ حمد من يده وندخل للغداء
كنت بالأول أقف بأول الطرق انتظر عوده حمد بس بعد فترة قصيرة
صرت انتظر عودة الاثنين بفارغ الصبر
وأخاف أن تأخرا عن موعد وصلهم
وأعاتب سالم بسبب التأخير
كنت كلما أعاتب سالم ما يرد علي يوقف يسمع كلامي وهو يتبسم
حتى أني في بعض الأحيان أحس انه يتعمد يتأخر علشان أعاتبة
ما لاحظت أني بدأت أحب سالم بس بعد فترة نبهتني جدتي وقالت:
مها ليه تعاتبن سالم على تأخره هذا مو من حقك
بس أنا أخاف على حمد واعرف انه ما راح يرجع بدون سالم حتى لو تأخر يوم كامل
أنت خائفة على حمد ولا سالم
....................
مها ليه ما تردين؟
ايش أقول.....!
قولي إلي عندك
ما عندي شي
مها يا بنتي ما يصير كل يوم توقفين بالطريق تنتظري حمد الناس بي يلاحظون ويتكلمون عنك.
عني أنا ليه أنا ايش سويت وقفت لانتظر حمد
ألناس ما يعرفون هذا الكلام ...ويضنون انك توقفين بطريق علشان سالم.
ارتبكت وعرفت أن جدتي تعرف أني بديت أميل لسالم وان إنكاري مراح يفيد
صمت ما تكلمت وانتظرت عتاب جدتي لي
جدتي صمتت ما تكلمت ما عاتبتني
ونظرت عيونها
وصل لي كل الكلام إلي ودها تقوله وفهمته
(الناس ما ترحم يا بنتي وإحنا حريم لوحدنا من دون رجال ...وكلمه وحدة تطلع من أي واحد فيهم تهد كل شي
وتعرضنا للإهانة وتخلينا ما نسوى شي وسمعتنا بالأرض.. والإشاعة تنتشر بسرعة و محداً يقدر يوقفها ابد )
[quote][code]
كانت مها الفتاه الوحيدة لام وأب فقدتهما عندما بلغت الخامسة من العمر وقامت جدتها على رعايتها والاهتمام
بها وتعليمها.
قامت جدتي برعايتي والاهتمام بي وتعليمي كل إلي أبغاة واحتاج إلية من أمور تنفعني في الحياة وبما أننا كنا
نعيش في قرية فاهم شي تعلمته هو الاهتمام بالمزرعة و الأبقار والأغنام ....
وصرت أجيد الاهتمام بها بعناية وخبرة كبيرة...
وصلت لسن العاشرة من العمر كانت جدتي تخليني اخذ الأغنام لرعي
وبما أن قريتنا تدهورت مزروعاتها بسبب الجفاف وقلة المياه إلى ما تكفي إلا لناس...
كنت أروح مناطق أخرى مجاوره تدلني جدتي عليها اخذ الأغنام لرعي بها
فاستيقظ كل صباح واذهب بالأغنام في مناطق متفرقة لرعي ثم أعود عند الظهر والقي جدتي قد جهزت الغداء
وتنتظرني لأكل معها
وفي يوم وإحنا على الغداء طق الباب .....
يا الله ذاك الباب باب قديم من الخشب فيه شقوق كثيرة وهو لبيت عبارة عن احجار غير مستوية وبأشكال وأحجام
مختلفة متراصة فوق بعضها بطريقة جميله متماسكة
قمت بسرعة وفتحت الباب كنا في ذاك الوقت نحس بالأمان نعرف جميع من في القرية ونعرف انه ما يطق الباب
إلا واحد نعرفه لذا ما كان علينا استجواب من يطق الباب قبل فتحة ...
كان عند الباب رجال غريب ما هو من القرية وحامل بيده طفل رضيع
قال لي:
ألسلام عليكم .....وين الخالة غالية
مين أنت
أنا عبدالله بن احمد
ركضت لجدتي :جدة في واحد بالباب يبيك
مين هو يا بنتي
يقول عبدالله بن احمد
قامت جدتي بسرعة ورحت لباب
مين
أنا عبدالله يا خالة
هلا ولدي ايش فيه
صمت لفترة بعدين قال
ولدك سعيد عطاك عمرة هو وزوجته .
حطت جدتي يدينها على رأسها وهي تصيح
يا ويلي على وليدي ..
يا ويلي على وليدي ...
ليت ربي أخذني قبل ما اسمع بهذا الخبر
وبكت ..وصاحت ..وتمنت الموت ...والرجل الغريب يهدي فيها وهو حامل الطفل بيده
يا خالة هذا قضاء الله ..والموت علينا حق ...اذكري الله ..اذكري الله..
وبعد وقت قصير هديت ولكن الدموع باقي في عيونها
وكان جدتي تذكرت أن الرجال واقف على الباب قالت وهي تمسح دموعها إلي سال غيرها على خدها
سامحني يا ولدي تفضل ادخل
دخل جلسنا بعد شوي قام ومد يده بالطفل إلي بيده لجدتي و قال :
يا خالة هذا حمد ولد سعيد
أخذته جدتي وضمته لصدرها وهي تقبل رأسه وخده وتبكي
وقف الرجال واستأذن وخرج
أنا ما فهمت السالفة مين هذا ولية جدتي ماسكة فيه كذا وليه الرجال خلاه وراح
بعدين عرفت السالفة من جدتي هذا ولد عمي ..
مات عمي وزوجته بسبب مرض أصابهم ..
وبما أن جدتي لم تنجب سوى أبي وعمي فقد كان عليها أن تهتم به .
قامت جدتي بالاهتمام بحمد يا الله كم هو ولد كثير البكاء في الشهور الأولى لوصوله
بعد فترة وكأنه تعود على الوضع وصار ينادي جدتي
أما (ماما)
تعودت على سماع صوته وضحكته وعلى رويته يستقبلني أول الطريق وأنا رجعة من الرعي يركض ناحيتي
فاحمله واقبل رأسه ثم نعود للبيت لتستقبلنا جدتي بالغداء
مرت الأيام بسرعة حمد صار في الثامنة...
يروح لرعي بالأغنام بما انه لا توجد مدرسة في القرية وأنا اجلس بالبيت لمساعدة جدتي بما أنني كبرت و ما
يصير أروح لرعى مع الأولاد
كنت انتظر حمد في أول الطريق إلى أن يأتي لأني أخاف علية من الضياع لأنه باقي صغير
بس جدتي كانت تقول:
مها خلي الولد يعتمد على نفسه ويحمل مساوليتنا من الحين حتى نعتمد عليه إذا كبر
راح القلق عني لما طلع لحسن حظي
سالم صديق طفولتي في الرعي
إلي كل أهل القرية تعتمد علية في أعمالها والاهتمام برعيها كان يأتي كل صباح ويأخذ حمد معاه لرعي
ويرجعه الظهر
تعودت على هذا الحال كل يوم صباح أقوم بتجهيز حمد وأحط الطعام له ولسالم ليصبراهم لين وقت الغداء
وأول ما يأتي سالم لأخذ حمد أوصيه:
انتبه لحمد لا يغيب عن عينك
ابشري راح أحطة في عيوني
أراقبهم ألين يختفون عن عيني أروح اجلس افطر أنا وجدتي
بعدين أقوم بالكنس والتنظيف والترتيب وجلب الحطب لطبخ الغداء وجلب الماء للغسيل واستمر في العمل إلى أن
يأتي وقت الظهر وقت رجوع حمد
كنت أحب انتظر وصولهم على أول الطريق وأول ما يوصلون
اردد نفس الكلام بسرعة :
يعطيك العافية
يعافيك
كيف الرعي اليوم
الخير كثير
حمد الله على كل حال
ثم بعد ما يروح سالم اخذ حمد من يده وندخل للغداء
كنت بالأول أقف بأول الطرق انتظر عوده حمد بس بعد فترة قصيرة
صرت انتظر عودة الاثنين بفارغ الصبر
وأخاف أن تأخرا عن موعد وصلهم
وأعاتب سالم بسبب التأخير
كنت كلما أعاتب سالم ما يرد علي يوقف يسمع كلامي وهو يتبسم
حتى أني في بعض الأحيان أحس انه يتعمد يتأخر علشان أعاتبة
ما لاحظت أني بدأت أحب سالم بس بعد فترة نبهتني جدتي وقالت:
مها ليه تعاتبن سالم على تأخره هذا مو من حقك
بس أنا أخاف على حمد واعرف انه ما راح يرجع بدون سالم حتى لو تأخر يوم كامل
أنت خائفة على حمد ولا سالم
....................
مها ليه ما تردين؟
ايش أقول.....!
قولي إلي عندك
ما عندي شي
مها يا بنتي ما يصير كل يوم توقفين بالطريق تنتظري حمد الناس بي يلاحظون ويتكلمون عنك.
عني أنا ليه أنا ايش سويت وقفت لانتظر حمد
ألناس ما يعرفون هذا الكلام ...ويضنون انك توقفين بطريق علشان سالم.
ارتبكت وعرفت أن جدتي تعرف أني بديت أميل لسالم وان إنكاري مراح يفيد
صمت ما تكلمت وانتظرت عتاب جدتي لي
جدتي صمتت ما تكلمت ما عاتبتني
ونظرت عيونها
وصل لي كل الكلام إلي ودها تقوله وفهمته
(الناس ما ترحم يا بنتي وإحنا حريم لوحدنا من دون رجال ...وكلمه وحدة تطلع من أي واحد فيهم تهد كل شي
وتعرضنا للإهانة وتخلينا ما نسوى شي وسمعتنا بالأرض.. والإشاعة تنتشر بسرعة و محداً يقدر يوقفها ابد )
[quote][code]